فتى الجهمه عــــضــــو نــــشــــيــــطـ
عدد الرسائل : 73 تاريخ التسجيل : 06/10/2008
| موضوع: علاج ؟ الخميس 30 أكتوبر 2008, 1:51 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
زار شاب صغير جدته المريضة يوماً ما في مستشفى ألماني كانت تعالج فيه فوجدها مستغرقة في القراءة. وعبثاً حاول أن يتحدث معها أو حتى أن يسلم عليها، ولكنها تجاهلته طويلاً. وصبر الشاب على جدته الطاعنة في السن، ولم يجد أمامه، وهو الذي قطع كل هذه المسافة الطويلة آتياً من مدينة بعيدة في الشمال، لم يجد سوى الانتظار. وبعد حوالي ساعة كاملة خلعت الجدة نظارتها السميكة وطالعت حفيدها وقالت له بابتسامة عريضة: سامحني يا بني.. لقد كنت أتعالج! وضرب الابن أخماساً في أسداس وهو يحاول كيف أن جدته كانت تتعالج وهي كانت طوال الوقت تقرأ في ديوان شعر! ولم تطل حيرة الشاب كثيراً. فقد دخل طبيب ببذلته البيضاء وتحدث مع الجدة، ثم قام وأعطاها كتاباً آخر وقال لها بالحرف الواحد: هذه هي الجرعة الثانية يا عزيزتي ثم صافحها مودعاً. لم تكن السطور السابقة حكاية من الخيال ولكنها مجرد عينة من بعض المستشفيات الغربية التي صارت تعالج بعض الأمراض بالقراءة التي تركز على التداوي بالكتب! ولا يوجد في كلامي اليوم أية مبالغة على الإطلاق. فقد صار العلاج بالقراءة أمراً معترفاً به حتى من جانب علماء النفس ومؤسسات العلاج في العالم. أما أنواع العلاج بالقراءة فهي تتمثل في الشعر والقصص والروايات والخيال العلمي والتراجم والسير والمذكرات وغيرها. أما الأمراض التي تعالج بالقراءة فهي حالات القلق والخوف وتعاطي المخدرات والسمنة والتوتر وبعض الأمراض العضوية. وحسب الخبراء فإن التداوي بالقراءة هو علم له أصول وشروط. فهو ليس دعوة مفتوحة لكل مريض لتناول جرعات من الكتب التي يجدونها في متناولهم. بل من المهم أن يعرف المريض ماذا يقرأ وعلى الطبيب المعالج أن يختار الكتاب المناسب له، ونوعية الكتب التي يحتاجها. بل ويحذر العلماء من قراءات غير مدروسة وكتب قد تسيء إلى وضع المريض وتؤدي إلى تدهور حالته. فتصور مريضاً بالخوف يقرأ مثلاً رواية مملوءة بالرعب والجريمة! | |
|