رسالة اللى رجل فقع قلبي!!

لا تسلني يا سيدي عمّن أكون ؟

ومن أنا ؟

فما يهمك إن كنت هالة أو سُميّة ..

أو ربما شهيرة أو ربما طرب ..

فلست أؤمن بالهوية ..

فلا تُثِر حولها قضية ..

ويكفي أنني صبية عربية..

امرأة إستثنائية ..شهية كالرطب

فقف بعيدا يا صديقي .. لا تقترب..

فلقد نذرت اليوم نذرا لن تحنثه وعودك

فأنا أنفت العيش في ظل العرب

و لن أغامر وإن عشقتك ..

أن أسلم دفتي الحرة لمستبد ..

أنتجته رحم العرب ..

علموه كل طقوس العرب..

وتعاليم العرب..وأخطاء العرب.

علموه أن النساء ..كالإماء في سوق النخاسة..

لقنوه أن يقول للمرأة الأبية : يارخيصة!!

درسوه كيف أن الأنثى مخلوقة ..لإشباع الغريزة..

وتركلها النعال إن أساءت الأدب ..

فياللعجب.

ارتحل عني رجاءا..ولا تسلني عن السبب ..

ودعني أمحو عن شفاهي..

آثار حمقي و الجريمة والندب.

فمصيرنا يا سيدي مكتوب علينا

منذ التقينا..

ومنذ لثمت في شهوة يديا

ومنذ لمست بعينيك ضفائري وكتفيّا ..

ومنذ اتخذت مني في خيالك خليلة وهمية ..

عرفت انك .. حينها ..

ككل الذكور..!!ككل الذكور في بلادي !!

لا تفقه إلا في السرير ..

وفن النحور..

وفقه تقليب الخصور .

عرفت انك ككل رجال شرقنا الجسور...

لا تهتم أبدا بالمشاعر و الشعور ..

لا تبالي بالعقول..

و ما يهمك ..

تقبيل الثغور...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شرقنا يا سيدي .. مهما أدعيت

لن يرضى عن حبك المزعوم

فكيف يغفر الكلام ..؟؟

أو أحاديث العيون ..؟؟

أو حتى رفرفات الجفون ؟؟

أو لقاءات خلق أستار السكون ؟؟

أرحل .. سيدي .. أرحل بعيدا بعيدا.

أرحل كما تهاجر الطيور..فننساها

أو كما تغيب الشمس في الأصيل

فلست أنا بجارية... تطير سعادة وحبور

إذا ما مر بقربها السلطان ..

فناداها .. وأغواها .

ولكني كأنثى الشرق....

مفتونة بقصص الحب..أقرأها و أهواها

بشعر نزار والغزل ..

وحين تخيم الظلمة ..

أناجي نجوم بلدتنا..

أساءله .. عن الحب ؟

عن العشق متى يأتي ؟

أفكر في غدي وحدي ..

أداعب قلادتي الصماء

وشعري المجدول بالطفولة

مغسول بنكهة الربيع والمطر.

_________________________

أهامس أوراق مفكرتي

خبئتها عمدا ..

عن عين عمي وأبي ..

وعن عين أخوتي الذكور..

بين أغطيتي وتحت وسادتي ..

لست يا سيدي إلا ككل نساء شرقنا المبجل..

قابعة في مقصورة الحريم ..

وحين يحين مصيرها المحتم ..

تساق للسيد النبيل .. مصحوبة بالدف والتطبيل .

فلا حب ولا هيام .. ولا حتى شيئا من وئام ..

إمرأة....شاءت الأقدار أن يخذلها الغرام.

سأرحل .. سيدي

فلست إلا امرأة تخشى العقاب.

وذل الرذيلة ..

ولسع السياط ..

وقمع الرجال ..ولوم الأنام ..

و أخشى كثيرا كثيرا..أن أضل الطريق

وإن ضلت النساء..

إن ضلت النساء.


نبضات " صخرة الحيط"