بسم الله المغيث ..
والصلاة والسلام على الحبيب ..
نزل علينا الغيث .. وعمّ المطر أرجاء البلاد .. ونسأل الله أن تكون سقيا خير وبركة .. لا سقيا هدم ولا ضرر ولاغرق .. آميــن ..
تنوعت الأسباب التي طرقت مسامعي .. فمنها ما أؤيـده .. ومنها ما أتوقف فيه .. فبعضهم قال : الأسهم سقط سهمها .. وانكشفت لعبتها .. وترك الناس بالجملة مبارزة الله بالحرام .. وإن لم يكن حرام فهو يدخل في باب الشبهه ! ومنهم من قال : سقطت مقولة الاستمطار .. التي - للأسف - تم طرحها على الناس .. ولم يتزامن أو يسبق ذلك الطرح والمحاولات التي باءت بالفشل الذريع .. تثقيف شرعي وعلمي .. حول حقيقته .. حتى لا يُفتن الناس .. ويلبس عليهم أمر دينهم .. وقد قال تعالى (( وينشيء السحاب الثقال )) .. ومنهم من قال : تأدية صلاة الاستغاثة .. حيث لم يمض سوى أيام إلا وتتابع القطر في كل مكان .. علماً أننا كنا نستغيث في السنوات الماضية ولا ينزل قطرة ماء !.. بل أكوام من الأتربة والغبار ! ..
ومنهم من قال : القنوط ! أي قنوط الناس من نزول الغيث .. حيث لا يزال الناس في غفلتهم ومعاصيهم - إلا من رحم الله - حيث انعدم الناصح .. وحورب من يقوم بالإنكار .. وقل المستغفـر .. وقد قال تعالى (( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته )) .. وصدق الله العزيز ..
ختامــاً ..
وبما أنه قد صدق الله في وعده .. ونزل الغيث وعمّ أرجاء البلاد .. والذي نأمل من ربنا أن يُنزل معه البركة .. فإن هذا يجعلنا نقف كثيراً ونتأمل في (( وعيده )) الوارد في كتابه الكريم .. وعلى لسان نبيه الحبيب .. صلى الله عليه وسلم .. ونراجع أنفسنا حكاماً ومحكومين .. أتباعاً ومتبوعين .. حول علاقتنا بالله قولاً وفعلاً .. فهو القاهر فوق عباده .. وهو العزيز الحكيم ..