الصداقة ديوان الأحبة ..
الصداقة تكاتف الإخوان ..
الصداقة شريان الحياة ..
الصداقة تنتشرُ بين الصادقين بمعاني خالصة .
الصداقة سواحلها جميلة للغاية ..
الصداقة بين الأحبة كنوز لاتطوى .
الصداقة شيء عظيم تُكبّرها صدق النية وحسن الطويّة ..
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
[ عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم .. فإنهم زينة فى الرخاء وعدة فى البلاء ..
وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يقليك منه .. واحذر صديقك إلا الأمين .. ولا أمين إلا من يخشى الله ..
ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ..
ولا تطلعه على سرّك .. واستشر فى أمرك الذين يخشون الله تعالى . ]
حينما تتعرّف على أصحابٍ طيبين مخلصين ذاكرين لله عزوجل على الدوام تربطك بهم علاقة قويّة
بغية للأجرِ من عند الله عزوجل .. يجتمعون على مائدةٍ واحدة .. وعلى همومٍ متقاربة ..
يُحبون الخير وأهله .. يذكرون الله ويتدارسون كتابه .. همهم نصرة الحق وأهلهِ .. يبتسمون تارة ..
ويُجدّون تارة .. قلوبهم لربهم سائرة .. تجد ثغرات أعينهم تبدوا لله دامعة ..
يُفاجؤنك في كل جديد تُحبه ويُحبونه .. يُقدّمون لك يد العونِ والمساعدة إن أمكن ..
يُرشدونك عند فعلك للخطأ فلامجالَ لكلمة شاذّه [ أنا مُعارضّ ] ..
هؤلاء كما ذكرت بصدق هم أصدقاؤك ..
كم من أصدقاء تعرّفتُ عليهم وتواصلت معهم على الخير وحُبِّه ..
تغيّروا عليّ بسبب خلاف بسيط لايُذكر .. فهذا في حقهم خطأ من الممكن رجوعه وكما قيل ..
" الصداقة لاتنتهي ! فصديق اليوم قد يبقى صديق الغد . "
وتمر أيام .. وشهور .. وسنين ..
وفجأة تنقلب الموازين .. وتتغير المفاهيم .. ويتبدل الحال .. نظراتهم قاتلة ..
همهماتهم لا أفهمها .. كأن لم يكن بيني وبينهم أيّ رابط منذُّ قبل ! ..
أسودت الدنيا بي حقيقة .. أحسست أني من بينهم غريباً !
فإذا بهم وبعدة فترة ليست بعيدة ..
يلقون عليَّ أشدّ الكفر بي والتكلمَ في !! الكل يريد أن يُسيّرَ رأئهُ كيفما يشاء ..
أعود ..
أمّا صديق المصيبة .. ومُعظّمُ البليّة .. صديقٌ تعرفه تماماً منذ سنين تتحدثُ معه بكل شفافية
ووضوح ..
وفجأه من دونِ ايّ مُقدمات أو إلماحات ..
ينقلب حاله عليك إلى وحش مكار لطالما قد أخفا شراسته ووحشيته منذ قدم
فظهرت منه في حُلّية مُخيفة مستغربة .. فيالله .. أهذا هو هو ..
هذا فلان ! لا أُصدق !
لا أُصدق مايجري ؟
لعله يمزح ؟
خرج بأنيابه المسمومة كاشّاً ناشّاً عن كل قولٍ قبيح .. وردٍّ ساقط لم أعهده منه ..
وحقد دفين قد على واستفحل وظهر .. فاإلى الله المُشتكى .
صمتُ بٌرهةً لكي أستجمع أنفاسي .. وأُعيد شريط ذكرياتي .. تذكرت ماتذكرت ...
أقول الذي يُظهرُ لك الودّ والحُبّ والتأخي والسرور لاتنبهر بما يُظهر
" ستنبئك الأيام ماكنت جاهله " ستعرف مدى خُبثيه عليك .. سيتبينُ لك أنه مُزيّف كاذب
يدّعي حُسن الخُلُق وهو خادع أمام الخالقِ وباهت باهت أمام الخلقِ لايعرف للإنسانية أصلاً ..
يقول الإمام العالم الزاهد عبدالقادر الجيلاني رحمه الله في كتابه العظيم " الأدب الممدوح "
" ضاق بي الأمرُ يوماً فتحركت النفس تطلبُ الراحة والمخرج والفرج ..
فقيل لي – بلسان الحال – ماتطلب ؟
فقلت : أطلبُ موتاً لاحياة معه ؛ وهو : الغنى عن الخلقِ وعن الهوى ..
وأطلبُ حياة لاموت فيها ؛ وهي : رضى الله وجواره في دار النعيم ..
فهذه أعظم فائدة استفدتها منذ عقلت " . انتهى كلامه .
ولذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. الراحة للرجل غفلة .
ويقول شعبة بن الحجاج .. لا تقعدوا فراغاً فإن الموت يطلبكم .
صحبة السوء مفسدة للأخلاق ..
فعلينا بصحبة الأخيار فهم والله قِلة قِلة في زمانٍ الكل يُقدّمُ
نفسه وذاته