السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امرؤ القيس الشاعر الجاهلي المشهور، أفاق يوماً من شرب الخمر وقد قتل أبوه، فقال: لا بد أن نطلب الملك، وخرج هو وصاحب اللهو إلى بلاد الروم فلما تجاوزا الحدود، بكى صاحبه لما نأت به دياره فقال: يصبره:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ###وأيقـن أنـا لاحقـان بقيصـرا
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ###ملـكـاً أو نـمـوت فنـعـذرا
أى إذا متنا في طلب الملك فسوف يعذرنا الناس،
لكن هناك شخص تدنت همته فأخذ هذه الأبيات وعمل لها تشطيراً، على نفس البحر والقافية، ولكن للناس فيما يعشقون مذاهب، ذهب هو وصاحب له ليتغدون عند صاحب لهم، وكانوا يظنون أنهم سيأكلون لحماً، ففوجئوا، فأول ما رأوا المائدة المستديرة طاشت أحلامهم، ورأوا الخطب الفاجع. فأنشد يقول:
أتانا غنيم بالفطيـر وأحضـر ###وكنا حسبناه دجاجـاً محمـرا
بكى صاحبي لمـا رأى اللفـت ###دونه وأيقن أن الجوع كان مقدرا
فقلت له لا تبـكِ عينـك إنمـا ###سنأكل لفتاً أو نموت فنحضـرا
فكل واحد له مذهب في الدنيا.. هذا رجل يسعى إلى ملك، وهذا رجل يسعى على ملء بطنه !
__________________
قال ابن القيم : " الشوق إلى الله ولقائه ,
نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا "