من وحي القرية ... في حلقات

الأحبة الكرام
في منتدى الدارين
سأضع هنا مقتطفاتٍ من كتابي ( من وحي القرية ) والذي نشر عام 1426هـ
وهو مشاعر وجدانية نحو قريتي الحبيبة قرية الدارين
وسأضعها في حلقات هنا بإذن الله تعالى

وقبل ذلك سأضع قراءة الأستاذ الدكتور حسين علي محمد أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود
لكتاب من وحي القرية والتي نشرت في كتابه مراجعات في الأدب السعودي الصادر هذا العام 1429هـ 2008 م

يقول الدكتور حسين علي محمد :

«من وحي القرية» لصالح بن سعيد الهنيدي
كاتب سعودي يسير على خُطا الرافعي إمام البيان

بقلم: أ.د. حسين علي محمد

الأديب السعودي صالح بن سعيد بن صالح الهنيدي الزهراني، من مواليد قرية الدارين ببيضان عام 1393هـ ، تخرج في جامعة أم القرى (فرع الطائف ـ قسم اللغة العربية) عام 1415هـ، وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو نادي الباحة الأدبي، ويعمل الآن معلما بوزارة التربية والتعليم، وقد صدر له ديوان بعنوان «مرافئ الوجدان»، وأسس موقعاً على الإنترنت بهذا العنوان نفسه.
وهو ـ كما يُعرف نفسه على الغلاف الخلقي لكتابه «من وحي القرية» ـ «له مجموعة دواوين وكتب وأبحاث مخطوطة تنتظر النشر، وله العديد من المشاركات الشعرية والنقدية في بعض الصحف والمجلات، وقد أحيا الكثير من الأمسيات الشعرية، كما حصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية».
وفي مقدمة الكتاب ـ وهي مقدمة بديعة ـ يقول إنه لا يؤرخ لقريته برسم ملامحها التاريخية والجغرافية فهو ليس مؤرخاً، وإنما يكتب عن صورتها في خياله ووجدانه، فهو أديب، يبغي أن يوصِّل إلينا نزف مشاعره, وخفَقان قلبه, وجيَشان روحه:
«قد يتبادر إلى أذهان البعض وهم يلحظون عنوان الكتاب أنني أؤرخ لقريتي الحبيبة (قرية الدارين) بحيث أنبش جذورها التاريخية, وأسرد قصصها في الأزمنة الغابرة, وأحشرها في إطار تاريخي لا تنفك عنه مذيل بالتواريخ الهجرية والميلادية, أو أنني أرسم حدودها الجغرافية ... وليس هذا ما رميت إليه بتاتًا. إن ما ستقرؤه في هذا الكتاب أيها القارئ العزيز هو نزف مشاعر , وخفَقان قلب , وجيَشان روح , إن القلم الذي كتبت به أسطر الكتاب ليس قلم المؤرخ , ولكنه قلم الأديب , مداده عاطفة جياشة, وحبره نبضٌ روحيٌّ خالص , لم أستخدم مسطرة الجغرافي لرسم الحدود, ولكنني أطلقت لعاطفتي العنان فتجاوزت كل الحدود ... » (ص7).
وفي هذا الكتاب الذي يضم عدداً من المقالات الوجدانية التي تُذكرك بمقالات أئمة الكتاب الناثرين في نهاية النصف الأول من القرن العشرين: مصطفى صادق الرافعي، وأحمد حسن الزيات، وعبد العزيز البشري، ومحمد عوض محمد، وزكي مبارك ... وغيرهم، نجد اهتماماً بالأرض والبشر، وعبق الذكريات ... وغيرها.
ومن المقالات الجميلة تلك المقالة التي عنوانها «صورة تلاحم»، ويُعبر بها عن الفلاح الملتحم بأرضه، وكأنهما شيء واحد!
« يا لها من صورة رائعة بديعة , صورة ذلك الفلاَّح وهو يحرث أرضه بكل جد ونشاط , صورة تُبرز مدى التلاحم بين الإنسان وأرضه , بين الإنسان وأصله ... ألم يخلقْه الله سبحانه وتعالى من التراب ؟! بلى .. الآن فهمتُ سبب ميل الإنسان الفطري إلى أرضه , وولعه الطبعي إلى ترابها ...
إن القصة تبدأ منذ أن قبض الله سبحانه وتعالى قبضة من التراب وخلق منها آدم أبا البشر .. منذ ذلك الوقت تشرَّب الإنسان حبَّ التراب وحبَّ الأرض , وتسرَّب في دمه وتغلغل في فؤاده ...
هاهو ذلك الفلاح أمامي يحاول أن يغرس محراثه في جسد أرضه ... كلا!! إنه يحاول أن يفتح قلبها لتستقبل حبه وشوقه وهيامه ... نعم !! إنه يحاول أن يزرع بين جوانحها ولعه ووده وغرامه .. يا لها من صفحة رائعة من قصص البذل والعطاء ...
لقد أودعها عرق جبينه, وتعب سنينه, وبذرة حنينه .. ليحصد في آخر المطاف ثمرات الوداد, وقطوف الإخلاص, وجني السعادة ...
صور تتوالى من الإبداع , ومشاهد تتزاحم من الإمتاع , إنها صورة التلاحم الفطري بين الإنسان وأرضه ...» (ص60).
وهي قطعة أدبية بديعة استطاع أن يصور فيها ذلك التواصل والعشق والتحاب بين الفلاح وأرضه، فهما قطعة واحدة، عاد بها الناثر إلى بداية الخلق؛ وكأن الفلاح ـ وحده ـ هو الذي يُحقق ذلك التواصل منذ بدء الحياة.
والقطعة ذوب وجداني، يمتلئ بالصور البيانية التي تخدم النص، مثل: « يغرس محراثه في جسد أرضه» و«يفتح قلبها لتستقبل حبه وشوقه وهيامه»، و« يحاول أن يزرع بين جوانحها ولعه ووده وغرامه».
ويميل ـ وهو الشاعر ـ أن يستخدم السجع في بعض فِقَرِ مقالته، ليحدث نوعاً من الإيقاع الموسيقي الذي يُمتع نفس المتلقي، ويكشف عن عاطفةٍ جياشة أملت على الكاتب ما كتبَ، ومنه: «لقد أودعها عرق جبينه, وتعب سنينه, وبذرة حنينه».
وفي مقالته «إلى اللقاء» يعبر عن لحظات فراق القرية للمسكونين بهواها، الذين لا يقدرون على فراقها: «هـأنذا أودع قريتي الحبيبة , ويكاد القلب يحترق من لوعة الفراق , أودعها بعد أن تعانقتُ وإياها وعشنا أجمل اللحظات , وأروع الأيام ...
القلب يخفق , ولوعة الفراق رسمت على وجهي تعابير الحزن , ورسوم الألم .. والجراح الخفية أخذت تطفو على سطح القلب المسكين ...
كم هي الساعات التي قضيتها بين أحضان القرية ؟!! إنني أرى أنها مرَّتْ أسرع من البرق اللامع , ومن الشهاب الساطع , لقد كانت أقصر مما أتخيل .. لقد فرَّتْ مني اللحظات وأنا لا أستطيع أن أمسك بأطرافها الهاربة ...» (ص93).
إننا نصدق الكاتب الذي قال في التوطئة:
«ثق أيها القارئ العزيز أنني ما نشرت إلا غيضًا من فيض وجداني , وقطرات من بحر حناني, فلم أستنفد كلَّ نفثات الفؤاد , وإلا لأفنيت الصحائف والمداد , ولكن تكفي من الشمس ومضة, ومن القلب نبضة» (ص 5).
***
هذا كاتب للمقالة الوجدانية من النثر الفني الجميل، يسير على خطى إمام البيان مصطفى صادق الرافعي (1880-1937م)، فنراه يعتني بالمعنى واللفظ مع التحرر من الصنعة المتكلفة، وتبدو ملامحه من خلال كتابه، فهو مخلص لقريته، محب لها، وفي لأرضها وناسها، إنساني النزعة، متأثر بالثقافة الإسلامية، لا يجري وراء النفع الذاتي.
ومقالاته تعتمد على مجموعة قليلة من الأفكار مع الاستقصاء لها، والتعمق في التحليل والتعليل، والمخيلة عنده قادرة على ابتكار الصور المدهشة.
إنه كاتب جميل، قادر على التحليق بالنثر الفني في آفاق بعيدة الخيال، وما أقل الكتاب الناثرين المجيدين في زماننا البخيل!

هذه بادرة منك تستحق كل تقدير واحترام لشخصك الكريم وفقك الله ورعاك وسدد على دروب الخير خطاك.

بيض الله وجهك يا ابا زهير ونحن في شوق لما تقدمه .

وفقك الله ورعاك يا ابا زهير

عدد الرسائل : 18 تاريخ التسجيل : 31/10/2008

بالتوفيق أستاذ صالح
وكتابك بالفعل من أجمل الكتب التي قرأتها
واصل نحن في انتظارك

صالح الهنيدي أنت رائع وفقك الله

إنه كاتب جميل، قادر على التحليق بالنثر الفني في آفاق بعيدة الخيال،

وفقك الله لمل يحب ويرضى

المبدعون قلة وأنت منهم يا شاعرنا الهنيدي

ابا زهير بارك الله فيك وفي قلمك

الأحبة الكرام
محمد الحناس
أبا طارق
أبا عبد الله
أبا جهاد
أبا ياسر
أبا أحمد
البرق اللامع

شكرًا للمرور والتحفيز
وسأبدأ في طرح موضوعات كتاب من وحي القرية بإذن الله

توطئة

قد يتبادر إلى أذهان البعض وهم يلحظون عنوان الكتاب أنني أؤرخ لقريتي الحبيبة ( قرية الدارين ) بحيث أنبش جذورها التاريخية , وأسرد قصصها في الأزمنة الغابرة , وأحشرها في إطار تاريخي لا تنفك عنه مذيل بالتواريخ الهجرية والميلادية , أو أنني أرسم حدودها الجغرافية , وموقعها على وجه خريطة الباحة وليس هذا ما رميت إليه بتاتًا ...

إن ما ستقرؤه في هذا الكتاب أيها القارئ العزيز هو نزف مشاعر , وخفَقان قلب , وجيَشان روح , إن القلم الذي كتبت به أسطر الكتاب ليس قلم المؤرخ , ولكنه قلم الأديب , مداده عاطفة جياشة , وحبره نبضٌ روحيٌّ خالص , لم أستخدم مسطرة الجغرافي لرسم الحدود , ولكنني أطلقت لعاطفتي العنان فتجاوزت كل الحدود ...

وثق أيها القارئ العزيز أنني ما نشرت إلا غيضًا من فيض وجداني , وقطرات من بحر حناني , فلم أستنفد كلَّ نفثات الفؤاد , وإلا لأفنيت الصحائف والمداد , ولكن تكفي من الشمس ومضة , ومن القلب نبضة .

أيها القارئ العزيز

لعلك تلحظ فيما سطرته بين يديك , وما حبرته لأجل عينيك , أنني خصصت به قريتي خاصة , وهذا صحيح , ولكنَّ جذوري التي ارتبطتْ بقريتي تمتدُّ فروعها لتصل إلى كل شبر في ثرى هذا الوطن الغالي , بل وتمتدُّ لتشمل كل قطر يذكر فيه اسم الله على هذه المعمورة , فحبي لا تصدُّه حدود , ولا تردُّه قيود ,

طالما أن قلبي يشم عبق الإسلام , وشذا الإيمان .

أيها القارئ العزيز ...

هاك شيئًا من مشاعري الغامرة , وتقبَّل نزرًا من خواطري العامرة , ولعلك تعذر قلمي إن بدت منه نزوة انفعال , أو هفوة في مقال , فلقد كان يسطَّر على سجيته , ويحبِّر على شهيته , فلا تعجب إن رجح مكيال الخيال على الحقيقة , أو إن صافحت عينيك العباراتُ الرقيقة , فقد اشتعل الوجدان , حتى صهر الكلمات , وأذاب العبارات , فسكبها في قوالب منظومة , وإطارات مرسومة .

ولعلك أيها القارئ

العزيز

تتقبل نفحات

من عبير إحساسي

قد نشرتها لك

في ثنايا قرطاسي .

صالح سعيد الهنيدي الزهراني

الباحة - الدارين

إلى الأماااااااااام أبا زهير ... .................
وأنا لا أستطيع أن أصل إلى مدحه لأني دون ذلك ..
.
.

مبدع ورائع

اتمنى لك التوفيق والنجاح

المزركش كتب:: مبدع ورائع

اتمنى لك التوفيق والنجاح

شكرًا لك أخي الكريم
المزركش

( من وحي القرية )
كتاب قرأته ولا زلت أعيش نشوة الذكريات التى اعادني اليها هذا الكتاب الجميل..
أخي صالح..
سأحلق معك ولكن هذه المرة عبر الأثير لللاستمتاع بمداد قلمك..
شكراً بحجم نقاء قلبك..

احمد حسيين كتب:: ( من وحي القرية )
كتاب قرأته ولا زلت أعيش نشوة الذكريات التى اعادني اليها هذا الكتاب الجميل..
أخي صالح..
سأحلق معك ولكن هذه المرة عبر الأثير لللاستمتاع بمداد قلمك..
شكراً بحجم نقاء قلبك..

أخي الكريم
أبا حسين
حق للكتاب أن يفخر بقراءتك
وحق لهذا الموضوع أن يزدهي فرحًا

تحيتي وشكري وتقديري

» لا تعليق يا شباب القرية
» انتبهو يا شباب القرية ويالذي في المنتدى الموضوع ليس بسهل