المحافظة على جمال الطبيعة

يقول الله تعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) صدق الله العظيم فالآية الكريمة تشير بوضوح إلى الدمار الذي يحدث في البر والبحر نتيجة تدخل الإنسان في الكون وتشير الآية الى الضرر البالغ الذي يحل به من جراء هذا العمل ، وهذه الأعمال الشائنة التي يقوم بها الإنسان وما ينتج عنها من تلوث وإضرار وأخطار هي ما عبر عنه القران بالفساد والعلاج كما جاء في آخر الآية هو ضرورة الرجوع إلى منهج الله تعالى في تغير الأنفس حتى تتغير الأحوال وتطهير القلوب حتى تطهر الأجواء فقد دعا الإسلام إلى المحافظة على البيئة نظيفة طاهرة من كل تلوث بدءا من النهى عن التبول في الماء أو التبرز في الطريق العام وحتى في الظل فضلا عن ضرورة المحافظة على الجمال الذي يشهد بوحدانية الخالق في كل ذرة من ذرات الطبيعة فمعظم الأماكن السياحية فيها الجوالعليل والشلالات الطبيعية والمناظر الخلابة والمواقع الأثرية وكلها تفقد جمالها مع أول زائر عابث يتمتع بها ثم يخلف وراءه قاذوراته أو عبثه الصبياني فيحيل الجمال إلى صورة شوهاء تنفر منها النفس قبل العين وما أسهل تشويه الجمال وإفساده؟؟, فإذا تدبرنا آيات القران الكريم ونصوص السنة النبوية الشريفة نجدها زاخرة بكل ما يدعو إلى النظافة والطهارة وجمال الكون والنفس ومن أمثلة ذلك ما يلي القران قد مدح الذين يحرصون على النقاء والطهارة وذلك في قولة تعالى في مدح أهل قباء بسم الله الرحمن الرحيم (( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون إن يتطهروا والله يحب المتطهرين )) صدق الله العظيم إن النظافة والطهارة شعار الإسلام في قولة تعالى (( يا بنى ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد )) الإسلام يدعو إلى النظافة في المسكن وفى ذلك قول الرسول صلى الله علية وسلم (( جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا (( من الأمور التي حث عليها الإسلام الناس أعطاء الطريق حقة والمحافظة على نظافته وذلك في قوله صلى الله علية وسلم (( إماطتك الأذى عن الطريق صدقة )) .فالإسلام يدعو إلى جمال الطبيعة والمحافظة على بيئتها السليمه وبدا يتضح لنا أن الحرص على حياة الإنسان وسعادته هو أسمى مقاصد الشريعة ، فلماذا لا نحسن التخطيط حتى نحافظ على أنفسنا وحياتنا وصحتنا وقد منحنا الله عقلا مفكر مدبر ؟ وما أحوج أهالي الباحة وزائريها الكرام إلى المحافظة على كنزهم وثروتهم الحقيقية التي هي أرضهم وجمال طبيعتها من خلال المحافظة على سلامة المواقع السياحية من عبث العابثين وجهالة المستهترين وكما روى عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (( ان الله جميلٌ يحب الجمال )) . أصبحت مشكلة تلوث البيئة خطرا يهدد الجنس البشرى بالزوال بل يهدد حياة كل الكائنات الحية والنباتات ولقد برزت هذه المشكلة نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي والحضاري للإنسان ويشمل تلوث البيئة كلا من البر والبحر وطبقة الهواء التي فوقها وهو ما أشار إلية القران الكريم في قوله بسم الله الرحمن الرحيم (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) . فأصبحت الكرة الأرضية اليوم مشغولة بهمومها واصبح كوكبنا مشوها ، وتغيرات المناخ تهدد جوها , والمبيدات أفسدت أرضها , والصناعات مزقت أوزانها / والقطع الجائر للأشجار نحر غابتها ، وهدد حيواناتها ، والسكان لوثوا ميائها ، وهكذا بات كوكبنا محتاجا إلى كوكب أخر لكي نبدأ فيه وننشىْ حضارة جديدة نظيفة أو أن يتحول الإنسان إلى عبد شاكر لأنعم الله التي لا تحصى فيراعي الله حتى في الطبيعة الجميلة من حوله والتعامل معها .