بسم الله الرحمن الرحيم
تمر على الانسان مواقف واحداث بعضهامفرحة والاخرى مؤلمة اما المولمة منها فيوجد بعض من الناس لايتحملها وسرعان ماتجده ينهار تحت وطأة ضرباته القاسية عليه ولايستطيع ان يحرك
ساكنا باتجاهها او ليست لدية القدرة الكافية لمواجهتها واحتوائها او امتصاص زخمها والتقليل
من هول الصدمة ليتمكن من ايجاد او وضع الحلول المناسبة لها مهما كانت تلك المصيبة قوية او ضعيفه 00 وينعت هذا الصنف بانه
ضعيف الشخصية ولايتحمل الاهوال والمصائب وهذا الراي لاينطبق على جميع الاشخاص الذين يمرون بالمصائب او التي تمر المصائب بهم رغما عنهم 0 بعضها يترك اثرا او حرحا عميقا في النفس كفقدان شخص عزيزعلى سبيل المثال فانه لامجال لاستخدام الصبر والجلادة من اول وهله مهما تكن شخصية الانسان قوية ومتزنه بل المطلوب ان يعيش المأساة بكل ابعادها ومهما تكن درجتها ويتعايش معها والا لايكون من صنف البشر من يفقد اخاه او اباه او امه او ولده
او أي شخص عزيز عليه ويبقى جلدا لاتهزه ريح الكارثة ويقف ومتفرجا على المأساة دون ان يجرح اويخدش من الداخل وحدث وان انهار انبياء من هول مصائب مرت بهم وقصة نبي الله (يعقوب ) عند فقد ولده ( يوسف ) عليهم وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث ابيضت عيناه من البكاء واصبح كضيم بالرغم من كثرة الاولاد لديه 0 فكيف بالانسان الاعتيادي الذي يفقد ولدا وحيدا او جميع اولاده دفعت واحدة ويبقى متزننا وحدثت تلك المواقف لدينا في العراق من جراء الحروب التي زج الشعب بها مرغما 0 حيث هناك عوائل
طمرت بالكامل تحت انقاض البنايات ولم ينجوا الاواحد او اثنان او من كان خارج المنزل في تلك اللحظه وهناك من قتل له ولدان وحتى ثلاثه في اوقات متفاوته على جبهات القتال مع ايران0 فليس من السهل تجاهل هول الكارثه والظهور امام النس بمظهر الصابرالجلد الذي لايبالي لكون البعض يعتبر نفسه شخصيه مهمة وذات مستوى رفيع ولايريد ان يضع نفسه
في حالة ضعف امام الناس 0 بل ان الرجل قوي الشخصية او المراة القويةالشخصية يجب عليهما ان يظهرا كل قوتهما وان يعيشا الحدث كما هو ليثبتا للناس بانهما من فصيلة البشر وليس العكس 0وان الله سبحانه وتعالى اعطانا نعمة لاتقدر بثمن وهي( نعمة النسيان ) أي ان الانسان بمرور الزمن يستطيع ان يقلل من قوة الصدمة التي ذاقها في بادئ الامر والايام كفيلة
بان تمحوا شيئا فشئيا كل الصدمات التي تمر بالانسانوعلى مدى حياته بل ان البعض منها ينسى بالكامل ويمحى من الذاكرة ولن يبقى له أي اثر يذكر 0وهنا نطلق على هذا النسيان بانه
( نعمة من الله عز وجل ) 0
اما النسيان الاخر عندما يحل ضيفا على انسان فانه يسبب له كوارث ويوقعه في مطبات رغما عنه ويضعه في مواقف محرجة لايحسد عليها وهنا يسمى هذا النسيان المتكرربـ ( الغباء ) أي ان المصاب بهذا الداء لايستطيع ان يحتفظ بكل مايمر به من اشياء مفيدة وعلى كافة الاصعدة وخاصة صعيد الدراسة وحفظ المواضيع او المقررات المطلوبه مهما بذل من جهود مضنيه للتركيز فانها لم ولن تعلق في ذاكرته 0 ان لايستطيع ان يستذكر جزء يسير من قصة او روايه قرائها في يوم من الايام وغالبا ماتجدهم يسالونك ( اليوم كم في الشهر او ماهذا اليوم من أيام الاسبوع ) وهذا النوع من النسيان هو ( نقمة ) مابعدها نقمة لكون صاحبها ياتي الى الدنيا ويخرج منها وهو صفر اليدين 0 لم ينتفع في حياته ولم ينفع الناس في حياته وبعد مماته 0 كما جاء الى الدنيا خرج منها وهو خالي الذاكره 000اذن ( النسيان ) نعمه لمن يريد ان ينسى ليرتاح و ( نقمه ) لمن يريد ان يتذكر ليرتاح ايضاً 000 0