الفيصل 1793 عــــضــــو مــــمــــيــــز
عدد الرسائل : 258 تاريخ التسجيل : 31/10/2008
| موضوع: يامن ضاقت بك الأرض بمارحبت أدخل ولاتتردد الجمعة 21 نوفمبر 2008, 9:47 pm | |
|
لكل من ضاقت عليه الأرض بمارحبت ( أقدم لك عنواين للسعادة الأبدية والراحة النفيسة )
فكن حريصاً على تطبيقها في حياتك تكن من الفلاحين وهي تحت مسمى عنواين السعادة من عنواين سعادة العبد وفلاحه في الدنيا والأخرة
إذا أنعم الله عليه شكر وإذا ابتلى صبر وإذااذنب أستغفر
العنوان ( 1 ) إذا أعُطى شكر فالعبدلايخلومن
نعم من الله تترادف عليه فيجب عليه فيها الإعتراف بها باطناً التحدث بها ظاهراً تصريفها في مرضاة وليها ومسديها ومعطيها فإذافعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكره
العنوان ( 2 ) إذاابتلي صبر, فالعبدلايخلو من محن من الله تعالى يبتليه بها فيجب عليه فيها فعليه 1 ــ الصبروالتسلي : والصبر هوحبس النفس عن التسخط بالمقدور 2 ــــ وحبس اللسان عن الشكوى 3 ـــ وحبس الجوارح عن المعصية كاللطم وشق الثياب وشدالشعرونحوه فمدارالصبرعلى هذه الأركان الثلاثة فإذاقام بها العبد كماينبغي انقلبت المحنة في حقه إلى منحة , واستحالت البلية عطية ، وصارالمكروه محبوبا فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه إنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته , فإن لله تعالى عاى العبد عبودية الضراء , وله عبودية عليه فيما يكره , كما له عبودية فيما يحب وأكثرالخلق يعطون العبودية فيما يحبون والشأن في إعطاء العبودية في المكاره ’ ففيه تفاوت مراتب العباد ’وبحسبه كانت منازلهم عندالله تعالى , فالوضوء بالماء البارد في شدة الحر عبودية , ومباشرة زوجته الحسناء التي يحبها عبودية , ونفقته عليها وعلى عياله ونفسه عبودية , وتركه المعصية التي اشتدت دواعي نفسه إليها من غيرخوف من الناس عبودية , ولكن فرق بين العبوديتين . فمن كان عبداً لله في الحالتين قائماً بحقه في المكروه والمحبوب فذلك الذي قال فيه الله عزوجل (( اليس الله بكاف عبده )) وهؤلاء هم عباده الذين ليس لعدوه عليهم سلطان قال تعالى (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) فلم يجعل لعدوه سلطاناً على عباده المؤمنين , فإنهم في حرزه وكلاءته وحفظه وتحت كنفه .
العنوان ( 3 ) أذاأذنب استغفر فالعبد لايخلو من ذنوب يقع فيها فيجب عليه المسارعة بالتوبة والإستغفار لان العبد قد بلي بالغفلة , والشهوة , والغضب , ويدخل عليه عدوه إبليس من هذه الأبواب الثلاثة , ولواحترزالعبدماحترز فلابدله من غفلة ولابدله من شهوة ولابدله من غضب وقد كان آدم أبوالبشر من أحلم الخلق وأرجحهم عقلاً واثبتهم , ومع هذافلم يزل به عدوالله حتى أوقعه فيماأوقعه فيه ’ فما الظن بمن عقله في جنب عقل أبيه كقطرة في بحر ؟ ولكن عدو الله لايخلص إلى المؤمن إلا على غرة وغفلة , فيوقعه ويظن انه لايستقبل ربه عزوجل بعدها , وأن تلك الوقعة قد اجتاحته وأهلكته , ولكن فضل الله ورحمته وعفوه ومغفرته وراء ذلك كله ــ فإذا أراد الله بعبده خيراً فتح له من أبواب التوبة والندم ولإنكسار والذل ولإفتقار والإستعانة به وصدق اللجوء إليه ودوام التضرع والدعاء والتقرب إليه بماأمكن من الحسنات ماتكون به تلك السيئة به رحمة حت يقول عدوالله : ياليتني تركته ولم اوقعه
فالتوبة والإستغفارتوفيق ورحمة من الله والإصرارعلى الذنب والتسويف ولإستمرارفي المعصية خذلان من الله
فإن العارفين كلهم مجمعون على أن التوفيق أن لا يكلك الله تعالى إلى نفسك واخذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك ( اللهم لاتكلنا إلى أنفسنا فنهلك ولاتكلناإلى أحد من خلقك فنذل ) فمن اراد الله به خيراً فتح له باب التوبه والذل ولإنكسار ودوام الجأ إلى الله تعالى ولإفتقار إليه ورؤية عيوب نفسه وجهلها وعدونها ، ومشاهدة فضل ربه وإحسانه ورحمته وجوده وبره وغناه وحمده . فالعارف سائـــر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين لايمكنه أن يسير إلابهما فمتى فاته واحد منهما فهو كالطيرالذي فقدأحدجناحيه قال سيخ الإسلام : العارف يسيـر إلى الله بين مشاهدة المنة , ومطالعة عيب النفس والعمل فمشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكرلله عزوجل ( ولي النعم ولإحسان ) ومطالعة عيوب النفس والعمل توجب له الذل ولإنكسار والافتقرإلى الله والتوبه إليه في كل وقت ’ وأن لايرى نفسه إلا مفلساً , وأقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى هوالإفلاس فلا يرى لنفسه حالاً ولامقاماً ولاسبباً يتعلق به ولاوسيلة منه يمن بها بل يدخل على الله تعالى من باب الإفتقار الصرف ’ والإفلاس المحض ، دُخول من كسرالفقروالمسكنة قلبه حتى وصلت الكسرة إلى سويدائه فانصدع وشملته الكسرة من كل جهاته وشهد ضرورته إلى ( ربه عزوجل ) وكمال فاقته وفقره إليه , وأن كل ذره من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة ، وضرورة كاملةة إلى ربه تبارك وتعالى , وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك وخسر خسارة لاتجبر إلاأن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمة الواسعة ( اللهم لاتحرمنا بذنوبنا رحمتك )
ولاطريق ألى الله عزوجل أقرب من ( العبودية ) والعبودية مدارها على قاعدتين 1 ــ حب كامل , و 2 ــ ذل تام ومنشأ هذين الصلين هو مشاهدة المنة التي تورث المحبة لله عزوجل ومطالعة عيوب النفس والعمل التي تورث الذل التام وإذاكان العبد قد بنى سلوكه إلى الله تعالى على هذين الأصلين ( المحبة الكاملة ’ والذل التام) لم ولن يظفرعدوه به إلاعلى غرة وغيلة , وماأسرع ماينعشه الله عزوجل ويجبره ويتداركه برحمتـــــــــــــــه .
هذه العنواين الثلاثة هي مدارسعادة العبد وفلاحه في الدنيا والأخرة
وصلى الهم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
( ابن قيم الجوزيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــة )
| |
|
تتشر عــــضــــو مــــمــــيــــز
عدد الرسائل : 994 العمر : 43 العمل/الترفيه : موظف الدولة : السعودية-جده تاريخ التسجيل : 05/10/2008
| موضوع: رد: يامن ضاقت بك الأرض بمارحبت أدخل ولاتتردد الجمعة 21 نوفمبر 2008, 10:01 pm | |
| | |
|
الفيصل 1793 عــــضــــو مــــمــــيــــز
عدد الرسائل : 258 تاريخ التسجيل : 31/10/2008
| موضوع: رد: يامن ضاقت بك الأرض بمارحبت أدخل ولاتتردد السبت 22 نوفمبر 2008, 3:53 am | |
| شكراً محمد الحناس على مرورك | |
|
الهريري عــــضــــو مــــمــــيــــز
عدد الرسائل : 641 العمل/الترفيه : صف ظابط المزاج : رايق تاريخ التسجيل : 06/10/2008
| موضوع: رد: يامن ضاقت بك الأرض بمارحبت أدخل ولاتتردد السبت 22 نوفمبر 2008, 9:05 am | |
| جزاك الله خير اخي العزيز الفيصل
على هذا الطرح الاكثر من رائع
ونسأل الله ان يجعل السعاده طريقك
وان يجعل الابتسامه لاتبرح محياك
وان يوسع لك في رزقك في الدنيا
وقبرك في الاخر | |
|
الفيصل 1793 عــــضــــو مــــمــــيــــز
عدد الرسائل : 258 تاريخ التسجيل : 31/10/2008
| موضوع: رد: يامن ضاقت بك الأرض بمارحبت أدخل ولاتتردد السبت 22 نوفمبر 2008, 9:17 am | |
| شكراً اخي الهريري على مرورك | |
|