أبو هريرة ( عبد الرحمن بن صخر الدوسي الزهراني ) :
قال تعالى : في سورة البقرة ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) هذه الآية الكريمة هي منطلق أبو هريرة رضي الله عنه في نقل الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم . وقد قال ذات مرة ( لو لا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبداً ) وكان ذلك رداً على من اتهمه بكثرة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والغريب في الأمر أن هذا الصحابي الجليل لا يحسن الكتابة وإنما يعتمد على ذاكرته في حفظ الحديث وكم هي ذاكرة خارقة مذهلة . ويروي أبو هريرة قائلاً : إن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوماً فقال : " من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه فلا ينسى شيئاً كان قد سمعه مني فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته إلى في الله ما كنت نسيت شيئاً سمعته منه " . وهاهو رضي الله عنه يروي عن نفسه قائلاً : " ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثاً مني ، إلا عبد الله بن عمر بن العاص كان يكتب ، ولا أكتب " والذي أسماه بهذا الاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبو هريرة ) لحمله هرة في كمه . وهو من بني سليم فهم أخي مالك : أبو هريرة ، واسمه عمير بن عامر بن عبد ذي شري بن طريف بن عباد بن أبي صعب بن هنبة بن سعد بن ثعلبة بن سليم صحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس فسماه رسول الله عبد الرحمن وقد أسلم هذا الصحابي رضي الله عنه خيبر وشهدها ولازم رسول الله حتى توفي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . استعمله عمر بن الخطاب على البحرين وعزله وأراد علي كرم الله وجهه أن يعمل له إلا أنه أبى عليهم سحائب الرضوان جميعاً .
عاش يتيماً فقيراً ضعيفاً لا حول له ولا قوة يعمل أجير بقوت يومه ، ولم يكن يحلم في أي يوم من الأيام ، أن يصبح علماً بارزاً من أعلام الإسلام ، وقد عانى رضي الله عنه من الجوع والضنك حتى أنه كان يسقط صريع الجوع في أكثر الأحيان .