_ مَن ربِّي
وَذَاتَ لَيْلَةٍ رَأَى إبْرَاهِيمُ كَوكَباً، فَقالَ: هذَا رَبِّي.
وَلمَّا غَابَ الكوَكَبُ، قَالَ إبْرَاهِيمُ: لا! هذَا لَيْسَ بِرَبِّي!
وَرَأَى إِبْرَاهيمُ الْقَمَرَ فَقَالَ: هذَا رَبيِّ.
ولما غَابَ الْقَمَرُ قاَلَ إِبْرَاهِيْمُ: لاَ! هذَا ليس بربيِّ!
وَطَلعتَِ الشَمْسُ، فَقَالَ إبراهيمُ: {هذَا رَبي هذَا أَكبر}.
وَلمَا غَابَتِ الشَّمْسُ في اللَيْلِ قَالَ إبراهِيمُ: لا! هذَا لَيْسَ بِرَبَي.
إنً اللهَ حَي لا يَمُوتُ.
إن اللّهَ باقٍ لا يَغِيبُ.
إنَ اللهَ قَوِيٌّ لا يَغْلِبُهُ شيءٌ
والكَوكَب ضَعِيف يَغْلِبُهُ الصُبْحُ.
وَالقَمَرُ ضَعِيفٌ تغْلِبُهُ الشَّمْس.
وَالشَّمس ضَعِيفَةٌ يَغْلِبُهَا اللَيْلُ وَيَغْلِبهَا الْغَيْمُ.
ولا ينصرنِي الْكَوْكَبُ لأَنّهُ ضَعيف.
ولا يَنصرنِي الْقَمَر ُلأَنّهُ ضعِيف.
ولا تَنصرُني الشمس لأَنَّها ضَعِيفَةٌ .
وَيَنصْرني الله.
لأن اللهَ حَيٌّ لا يموت.
و بَاقٍ لا يَغِيب.
وَقَوِيٌّ لا يَغلِبُه شيءٌ.
_ ربِّي الله
وَعَرَفَ إبراهيمُ أَنَّ اللهَ ربُّه.
لأَن اللهَ حَي لا يموت.
وَأَن اللهَ باقٍ لا يَغِيبُ.
وَأَنَّ الله قَوِيٌّ لا يَغْلبهُ شيْء .
وَعَرَفَ إِبراهيمُ أَن اللهَ رَبُّ الْكَوكَبِ!
وَأَنَّ اللهَ رَبُّ القَمَر!
وَأَنَّ الله رَبُّ الشَمْسِ!
وَأَنّ الله ربُّ العَالَمِيْنَ!
وهَدَى الله إبراهيمَ وجَعَلَهُ نبيَّا وَخَلِيلا.
وَأَمَرَ الله إبراهيم أنْ يَدْعُوَ قَوْمَه ويَمْنَعَهم مِنْ عِبَادَةِ الأصنَامِ.
_ دعوَةُ إبراهيمَ
وَدَعَا إبراهيمُ قَومَهُ إلىَ اللهِ وَمَنَعَهمْ مِنْ عِبَادَةِ الأصنَامِ قَال
إبراهيمُ لقَوْمِه: مَا تَعبدُونَ {قَالُوا نَعبد أصناما}.
قَالَ إِبراهيْمُ:
{هَلْ يَسمَعونَكُمْ إذْ تَدْعُونَ }.
{أَوْ يَنْفَعُونَكَمْ أَوْ يَضرونَ }.
{قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آباءنَا كذلِكَ يَفعَلونَ}
قالَ إبراهيمُ : فأَنَا لا أعْبُدُ هذِهِ الأصنَامَ.
بَلْ أنَا عَدُوٌ لهذه الأَصْنَام.
أَنَا أَعْبُدُ رَبَّ العَالَمِيْن.
{الَذِي خَلَقَني فَهُوَ يَهْدِيْن}.
{والذي هُوَ يُطْعِمُني وَيسْقِينِ }.
{وإذَا مَرضْتُ فَهوَ يَشْفِين }.
{والَذِي يمِيتني ثمَّ يُحْيين }.
وَإنّ الأصْناَمَ لا تَخْلُقُ وَلا تَهدِي.
وَإِنَّهَا لاَ تطْعِم أحَداً ولا تَسْقي.
وَ إِذَا مَرِضَ أحَدٌ فَهي لا تَشفِي.
وَإنهَا لا تُمِيتُ أحَداً ولا تُحيي.
_ أمام الملك
كانَ فِي الْمَدينَةِ مَلِكٌ كَبيرٌ جد اً، وَظَالِمٌ جدًا.
وكانَ النَاسُ يسْجُدون للمَلِكَ.
وسَمِعَ المَلِكُ أَنَّ إبرَاهيمَ يسجدُ لله ولا يَسْجد لأَحَدٍ.َ
فغضبَ الملك وطلب إِبرَْاهيِمْ.
وَجَاء إِبْرَاهِيْمُ ، وكان إبراهيم لا يخاف أحدا إلا الله.
قالَ المْلِكُ: مَنْ رِبُّكَ يَا إِبْرَاهِيم؟
قَال إبْرَاهيمُ: رَبيَ الله!
قَالَ الَملِكْ: مَنِ اللهُ يا إبْرَاهيم ؟
قَالَ إبْرَاهيمُ: { الًذِي يُحْيي ويميت }.
قَال الملِك: {أنَا أُحيي وأُمِيْتُ }.
ودَعَا الملك رَجُلا وقَتَلَه.
ودَعَا رجُلاً آخَر وتَرَكَِهُ.
وقَالَ: أنا أحيي وأميتُ، قَتَلْتُ رَجُلاً وَتَرَكْتُ رَجُلاً.
وكَانَ الملك بلِيداً جدّا، وكَذَلِكَ كل مُشْرِكٍ .
وأرادَ إبراهيمُ أنْ يَفهَمَ الملكُ، ويَفْهَمَ قَوْمُه.
فقَالَ إبْراهيمُ للمَلِكِ: {فَإِنَّ الله يأتي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فأْتِ بِهَا مِنَ المَغرِبَ }.
فَتَحيَّر الملِك و سَكَتَ.
وخَجلَ الملِك، ومَا وجَدَ جَوَابا.ً
_ دعوة الوالد
وأرادَ إبراهيم أنْ يَدْعوَ والدَهُ أيْضاً، فقَالَ لَهُ:
{يا أَبَتِ لِمَ تَعبد ُ مَا لا يَسمَع ولا يبصِر}.
ولِمَ تَعبدُ ما لا يَنْفَعُ ولا يَضرّ.
{يا أَبَتِ لاَ تعبدِ الشّيطَانَْ}!
يا أبَتِ اعبدِ الرَّحْمِنَ!
وغَضِبَ والدُ إبراهيمَ، وَقاَلَ: أنا أضرِبكَ، فَاتركني ولا تَقُل شَيْئاً.
وكَانَ إبراهيمُ حَلِيما، فَقَال لِوالِدِهِ:{سَلامٌ عَليكَ }.
وقَالَ لَهُ: أَنَا أذهَبُ مِنْ هُنَا وأدْعُو رَبيِّ.
وتَأَسَّفَ إبْرَاهيمُ جِدًّا، وأراد أنْ يَذهَبَ
إلى بلَدٍ آخَرَ، ويَعبدَ رَبَّهُ، وَيَدْعُوَ النَاسَ إلَى اللهِ.